أرشيف

مأساة اليهود على ألسنة الشهود

أكد المدير التنفيذي للهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات «هود» خالد الآنسي أن أولياء دم ماشا النهاري منعوا من حضور جلسات المحاكمة بسبب التهديدات التي تلقونها خارج المحكمة، وأن إحدى جلسات المحاكمة تمت في غياب المتهم نفسه.

وقال الآنسي: «صدرت تهديات من قبل الحاضرين في الجلسة بتصفية الطائفة اليهودية إذا صدر حكم بإعدام القاتل عبد العزيز العبدي، وحينما طلبنا من المحكمة تثبيت تلك التهديات أمر القاضي بإخراج من أطلقوها خارج المحكمة وقد قام أولئك الأشخاص بالاعتداء على أحد جنود المحكمة، ولم يتم إعادة الاعتبار إليه أو لكرامة الدولة، ففي الجلسة التالية أفرج القاضي عن خمسة تم اعتقالهم بسبب تلك التصرفات.»

وفي مؤتمر عقدته هود للاستماع إلى شهادات عدد من أبناء الطائفة اليهودية حول الانتهاكات والمضايقات التي يتعرضون لها ذكر الآنسي حادثة أخرى كان مسرحها مكتب النائب العام حيث أشهر ضابط كبير مسدسه في وجوه والد ماشا وأبنائه أثناء متابعتهم برفقة وفد من هود لقضية مقتل ماشا هناك، وكاد أن يطلق النار عليهم لولا تدخل حراسة مكتب النائب العام، واستغرب الآنسي عدم ضبط الضابط برغم البلاغ الذي قدمته المنظمة للنائب العام.

وفي حديثها عن آخر لحظات حياة ماشا تحدثت زوجته لوزة السليمي: «كان ماشا النهاري يقرأ التوراة كعادته بعد صلاة الصبح وعند الساعة التاسعة صباحا في يوم الخميس الحادي عشر من ديسمبر 2008 قرر بعدها أن يذهب إلى السوق لشراء الغداء بينما أجهز له وجبة  الإفطار وطلب مني كأس بن ولم يكن يعلم أنه سيكون الكوب الأخير وعند خروجه  مرتديا الثياب اليمنية الثوب والجاكت ولا يميز عن غير اليهود إلا الزنانير.

وعند خروجه سمعت صوت إطلاق النار وكان الشاهد العيان على قتله طفله يوسف ذو الثلاث سنوات لأنه تبع والده لكي يذهب معه إلى السوق.»

أم ماشا جر إلى لوزة لتخبرها "أبننا أنقتل" جرت لوزة على مقربة من المنزل لتجد زوجها جاثيا على ركبتيه لأن الجاني رماه بسبع رصاصات في القلب من الخلف ولكنه فارق الحياة سريعا.

«أنا أريد حكم الله وحكم شريعة محمد بن عبد الله,» قالها الأب يعيش النهاري ذو ال70ـ عاما، وهو لا يريد سوى القصاص. «حتى لو أعطوني ملان صنعاء كلها أشتي حكم الله حتى لو رصصوني بعدها قتلوا ابني الذي كان هو والله معانا قد سارت عيوني وعافيتي وشلت يدي» أضاف الأب باكيا.

واستغرب الآنسي في حديثه المستمر أثناء المؤتمر الصحفي الادعاء بأن المتهم عبد العزيز العبدي مجنونا وهو ضابط طيار متقاعد حاصل على ماجستير في الكهرباء الإلكترونية والميكانيك والطيران، ويجيد التصويب بالبندقية، والأكثر من ذلك قدرته على تحديد مواعيده بدقة، فقد نفذ جريمته بعد شهر من تهديده الذي أمهل فيه ماشا شهرا كاملاً، واستنكر أن يكون للعبدي  سجل إجرامي بقتل زوجته منذ أربع سنوات وتم حل الموضوع بدفع الدية، ولم تفعل الجهات الأمنية إزاء ذلك شيئاً.

كان القاتل قد وجه رسالته التالية إلى الطائفة اليهودية:

«بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع/ سلاح الكتروني

الإمداد لمجاهدين في سبيل الله

هذا كتابي إلى يهود اليمن كافة

للعلم أننا نريد منكم الاجتماع فيما بينكم وتحديد مصيركم

ونخيركم في الأتي:-

1-   الدخول في الإسلام أو

2-   الرحيل مع عدم العودة لليمن

ولا شئ غير هذا الشرطين وللعلم أنه لن تقف معكم أي سفارة أجنبية في اليمن أو الحكومة اليمنية وسوف يتم التعامل معكم بعنف من قبل الكل لنصرة الإسلام

مندوب المجاهدين في سبيل الله لليمن والقرن الأفريقي.

مقاتل/ عبد العزيز يحيى العبدي

الموافق :الجمعة 13 ذي القعدة 1429هـ

بتوقيع بتاريخ 13/11/2008م» وبعد شهر بالتحديد نفذ جريمته، فهل ثمة مجنون يمارس أفعاله بهذه الدقة.

التقارير الطبية في 2004 ذكرت بأنه  المتهم العبدي له تاريخ إجرامي بقتل (قتل زوجته) و لديه وثائق طبية من طبيب نفسي بأنه كان يعاني من مرض نفسي واكتئاب  وأضاف تقرير الطبيب الشرعي بأن التقارير الطبية قالت بأنه يعاني من مرض عقلي الأمر إلي علق عليه الآنسي بأنه تزوير لان التقارير الطبية ذكرت مرض نفسي.

وكشف تقرير الطبيب الشرعي الصادر عن النيابة  عن حالة المتهم العقلية بأنه عند ارتكابه للجريمة أنه ارتكبها بتخطيط مسبق ووعي تام بها إلا أن الدافع لها وهمياً، كما كشف التقرير عن حالة وعي المتهم وكذا قدرته في الدفاع عن نفسه ووصفها بالجيدة ، إلا أن التقرير حذر من خطورة المتهم في المستقبل واحتمال تكراره لجريمة أخرى ، مؤكداً على انه يعاني من مرض عقلي ( الفصام الزوري) منذ فترة طويلة والمتهم من الناحية المرضية يعد خطيراً جداً وقد يكرر أي جريمة أخرى- حسب التقرير الطبي – الذي أوصى بوجوب حجزه في مصحة عقلية.

لكن المحامي خالد الآنسي أشار إلى أنه لم يتم كتابة أي اسم على التقرير الشرعي واستغرب أن يكون المتهم مجنون وهو يقود طائرة وبيده سلاح ويعرف جيدا ما يريد وأضاف أن تعريف الجنون في القانون اليمني «هو الجنون المطبق الذي لا يميز بين الليل والنهار.»

واستغرب الأب يعيش أن يكون المتهم مجنونا وإلا لماذا قتل ابنه فقط ولم يقتل الجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى